HOODAN – NOOR
GUIDANCE OF THE LIGHT

Arabic and Religion School

مَدْرَسَةُ هُدَى النُّور

لِتَعْلِيمِ اللُّغَة الْعَرَبِيَّة وَعُلُومِ الدِّين

عَنْ «هُدَى النُّور»

لَمْحَةٌ تَارِيخِيَّةٌ عَنْ تَأسِيسِ المَدرَسَة

مُؤَسِّسُ وَمُدِيرُ المَدْرَسَة

اِسْمِي سُلَيْمَان مُعِين سُلَيْمَان (أَبُو إِسْكَنْدَر) وَعَائِلَتُنَا تُعْرَفُ بِلَقَب «الْحَرْبُوقي» نِسبَةً إلى قريةِ «حَرْبُوق» الوَاقِعَةِ في أَعَالي جِبَالِ السَّاحِلِ السُّورِيِّ وَالتَّابِعَةِ لِمَنْطِقَةِ جَبْلَة، حَيْثُ كَانَتْ إِقَامَةُ أَجْدَادِنَا، وَمَا زَالَ ضَرِيحُ جَدِّنَا الشَّيْخ مَعْرُوف الْحَرْبُوقي (تاريخ الوفاة: 1077هـ – 1666م) شَاهِدًا حَيًّا عَلَى جُذُورِنَا وَأُصُولِنَا وَالَّتِي تَرجِعُ بِنَسَبِهَا إلى آلِ رَسُول الله (صلى الله عليه وآله)… وَبَعْدَ الْحَربِ العَالَمِيَّةِ الأُولَى هَاجَرَ بَعضُ أَجدَادِي وَاسْتَوْطَنُوا فِي مَنْطِقَةِ جَبَلِ مُحسِن في مَدِينَةِ طَرَابلس شَمَالَ لُبْنَان.

وُلدتُ سنة 1975م في طرابلس، وهاجرت مع أهلي إلى سورية سنة 1980م بسبب الحرب الأهلية في لبنان. أكملت المرحلة الابتدائية في مدارس سورية ثم عدنا إلى لبنان سنة 1987م، وتابعتُ التحصيل العلمي في مدارس طرابلس وكنتُ دائمًا من المتفوّقين في صفّي -ولله الحمد-، وبعد الانتهاء من «الباكالوريا العلمية» بنجاح في «ثانويّة الملعب»، سجّلتُ في الجامعة اللبنانية في كل من فرعي الرياضيات والحقوق، ولكنَّني لم أكن قادرًا على مُتابعة تعليمي بسبب الضائقة المالية وعدم توفّر فرص للعمل. اِلتحقتُ بالجيش اللبناني وخدمتُ وطني لبنان مدّة سنة، ثم هاجرت إلى أستراليا سنة 2001م.

 منذ وصولي إلى أُستراليا عملتُ كعاملٍ في مخازن الشركات وأصبحت لاحقًا سائقًا لآلة الرّافعة الشوكية وبقيت مستمرًّا في هذا العمل حتى سنة 2015م حين تفرّغت تمامًا لتعليم اللغة العربية. كان عندي دائمًا -وما زال- هاجس الخوف من ضياع الهُويّة (الدينية والوطنية والعروبية)، وكنت دائم التفكير في كيفيّة إيجاد السُّبُل المُجدية للحفاظ على هذه الهُوِيَّة وحمايتها! فتوصلتُ إلى نتيجة أنّ الهُوِيَّة لا تُحفظ إلا إذا حُفظت اللغة التي تمثّلها وأعني هنا اللغة العربية. ومن هذا المُنطلق كان يتملكني شغفٌ كبير للتعليم ودخول هذا المجال بجدّيّة…

  ماذا فعلتُ للحفاظ على الهُويّة وحمايتها؟

كل يومٍ وبعد الانتهاء من العمل كنت أنشط كثيرًا وأقضي أكثر وقتي في ساحات الإنترنت للدفاع عن الهُويّة (الدينية والوطنية والعروبية) وتصحيح المفاهيم الخاطئة والمشوّهة عنها في مختلف مواقع الإنترنيت، حتى تبيّن لي ضرورة أن يكون لنا موقعٌ نُديره نحن ليُعَرِّفَ بنا، وبمشيئة الله تعالى أسست الموقع سنة 2007م، وأطلقته سنة 2010م، وأسميته «المكتبة الإسلامية العلوية» وما زال قائمًا ومستمرًا وهذا عنوانه: www.alawiyoun.net وفيه كتب متنوعة لعدّة مؤلفين (أحياء وأموات)، وفيه عرضٌ لمئات الأسئلة مع الإجابة عليها، كما أنَّ فيه مقالات عديدة، وباقة من خُطب صلاة الجمعة موثقة منذ سنة 2014م، بالإضافة إلى فيديوهات منوعة كثيرة… إلخ.

وما زلت أطوّر الموقع وأصونه وأضيف إليه المنشورات باستمرار، وقد وفَّقنا الله تعالى إلى تحديثه وإظهاره بحلّة جديدة في نيسان عام 2021م، وإلى الاستعانة بمن يساعدنا في ترجمة محتويات الموقع إلى اللغة الإنجليزية حتى ينتفع منها من لا يجيد اللغة العربية وبخاصة أهلنا في المغتربات، عسى أن نُوَفَّقَ في المكتبة لحفظ الإرث الحضاري القَيِّم للمجتمع العَلَوي في ممارساته الدينية والفكرية والاجتماعية، وإهدائه إلى الأجيال القادمة، ولسنا نَدَّعي فيه أننا نُمَثِّلُ المُجتمعَ كُلَّه، ولا أنّنا نَنوبُ عن طائفةٍ بِكُلِّها في رأيٍ أو فكرةٍ، وإنما نُقَدِّمُ ما حصلنا عليه من هذا الإرث كما وصَلَنا، ونُبرِزُ صوَرَ الجَمَال التي تجلَّت منه لأعيننا.

  على الأرض، ماذا قدّمتُ لمجتمعنا وجاليتنا؟

كنت أراقب عن قرب واهتمام الحالة التي وصلت إليها جاليتنا هنا في استراليا، ولاحظت أننا نتخلّف ولا نتقدّم، وأدركت نتيجة ذلك الواقع بأنّ أطفالنا هم في طريقهم إلى  الضياع والفوضى.

كنت أُقدّم نصائحي وملاحظاتي لمن يعنيهم الأمر ولمن ينشطون في العمل الاجتماعي، لكن لم أَرَ من يُبدي الاهتمام الفعليَّ والجاد، وقليلٌ من أراد أن يرى النقص والعيب والخلل، وبالتالي لم أجد من يسعى أو يُريد أن يُغَيّر الواقع الذي نحن فيه. فبدأتُ رحلة التعليم بنفسي… وفي سنة 2014 درَّستُ في مدرسة تُعنى بتعليم  اللغة العربية، وكان ذلك فترة ما بعد الظهر بعد الانتهاء من عملي الصباحي وأيضًا في عُطَل نهاية الأسبوع.

لَمْ يَطُلِ الأمر حتى تحقّقْتُ من وجود مشكلةٍ كبيرةٍ حيث كان الطلاب قادرين على القراءة والكتابة -نوعًا ما- ولكنهم كانوا لا يفهمون شيئًا ممّا يقرؤونَه! ويعجز معظمهم عن  تركيب جُملة مُفيدة واحدة! ولاحقًا قمت بتعليم طلّاب من الشباب وبعضهم ممّن تعلّم اللغة العربية في المدارس ما يُقارب الإحدى عشرة سنة أو أكثر وللأسف كان لديهم المشكلة ذاتها! عندها بدأتُ العمل بجدية أكبر وبحثتُ أكثر عن أفضل الطرق التي يمكن فيها تعليم اللغة العربية للناطقين باللغة الإنجليزية.

قمت بشراء الكثير من الكُتبِ من أُستراليا ومن الخارج، وتحميل  الكثير من الكتب الإلكترونية من مواقع مختلفة، وقرأتُ كثيرًا وقارنتُ بين الكُتُب، وشاهدتُ مقاطع فيديو على اليوتيوب، وأَجرَيْتُ مقابلاتٍ مع بعض التلاميذ والأهالي وسألتهم: كيف يمكننا أن نُحَسِّنَ أسلوبَ التعلّم والتعليم في هذه اللغة القوية؟ ما هي الصعوبات التي تواجهونها؟ وما هي إرشاداتكم؟  

وأغلب الأجوبة كانت كالتالي:

    • إن أسلوب التعليم مُضجر، ننقل وننسخ مثل الببغاوات!
    • لا نفهم هذه اللغة ولا نستوعب من المعلمين!
    • المعلمون لا يملكون مهارات التعليم الملائمة!
    • نتعلّم لغةً فُصحى ولا نستعملها حتى في حياتنا اليومية!…إلخ.

   كيف ولماذا أسّستُ مدرسة «هُدَى النُّور»؟

حاولت تقديم مساعدتي عدّة مرّات لمن يعنيهم الأمر، لكنه كان أقرب إلى المستحيلِ تغييرُ قناعاتهم في أسلوب التعليم الجامد المُتّبع منذ سنوات كثيرة في مدارس تعليم اللغة العربية! فهم يستعملون كتبًا ومناهج من خارج البلاد تصلح لتلاميذَ لغتُهُم الأولى والمحكيةُ هي اللغة العربية، ولا تصلح لمن لغتهم الأولى هي اللغة الإنجليزية.

وعندما يئست من جدوى تلك المحاولات، وانطلاقاً من عشقي للغتي وحرصي على الدين والتزامي بحفظ وصايا الأتقياء وأداء الأمانة للأبناء، قرّرتُ أن أمسك زمام المبادرة بنفسي وأن أُؤسّس جمعيّةً ومدرسةً أضع المناهجَ التعليميةَ فيها بقُدُراتي المتواضعة واعتماداً على خبرتي السابقة، وبدأتُ رسميًا سنة 2015م، وهذه الآن هي السنة السادسة لنا في هذا الدرب بعون الله.

أسميتُ المدرسةَ «هُدَى النُّور»، وأُعَلِّمُ كل يوم بعد الظهر ويوم السبت صباحًا. يتراوح أعمار تلاميذي بين خمس سنوات وحتى العشرين ومنهم من هو أكبر من هذا العمر. وحتّى الآن لدينا ست معلّمات وأغلبهنّ أكملنَ دورات تعليمية في جامعة سيدني، وحصلنَ على شهادات في تعليم لغة ثانية، كما أتوقّع أن ينضمّ إلينا أساتذة أكْفَاء آخرون في الأعوام القادمة إن شاء الله تعالى.

(لمزيد من المعلومات نرجو قراءة الكلمات السنوية منذ سنوات التأسيس  2016 وحتى الآن).

وطالما تمكنت من جذب اهتمامات الطلاب، ونجحتُ في تعزيز رغبتهم في التعلم، وطالما أنهم يُظهرون في الوقت نفسه القدرة على الفهم والتكامل والتفاعل، فإنّني -بإذن الله تعالى وحُسن توفيقه- سأواصل إعداد وتطوير المناهج والكتب التي تُناسب قدرات طلابنا هنا في أستراليا (وحول العالم)، كما أنني لم ولن أنقطع عن متابعة التحصيل العلمي ولا أترك وسيلةً أو فرصةً في زيادة كفاءتي وعلمي ومعرفتي وقدراتي إلا أسعى إليها لأنّ هذا يخدمني كثيرًا في المجال التعليمي، وأنا واثق -بعون الله- من أنني سأكون أكثر احترافًا وإنجازًا عندما أقضي المزيد من الوقت في مجال التعليم.

الطَّاقِمُ التَّعلِيمِيُّ
خُطَّتُنَا فِي التَّعلِيمِ
الطريقة الأنجع التي توصلنا إليها بعد كل أبحاثنا هي اتباع استراتيجية خاصة لتعليم اللغة العربية لمن ينطق بغيرها وخاصة للناطقين باللغة الإنجليزية، وممكنٌ تلخيصها بالتالي:

  • مراعاة أنّ اللغة الأولى للتلاميذ هي الإنجليزية، ولن يهتم التلاميذ أو يندمجوا بالتعليم إلّا إذا خاطبناهم بدايةً بشكلٍ كاملٍ بلغتهم الإنجليزية حتى نُعَرِّفهم ونعلّمهم اللغة العربية تدريجيًّا.
  • مواكبة أسلوب التعليم الحديث بالاعتماد على نشاطات ملائمة وحديثة وترفيهية تجذب التلاميذ وتنفعهم في الوقت نفسه (الدورات التعليمية التي تقدمها دائرة التربية والتعليم في أستراليا هي مفيدة في تغطية هذا الجانب).
  • لا بد من تعليم بنية ومميزات اللغة العربية. على سبيل المثال لا الحصر: في اللغة العربية ثلاث حالات أساسية (الرفع والنصب والجر) وللاسمِ جنسٌ (مُذكر أو مُؤنث)، تعريف (نكرة، مُعَرَّفة، مبنية)، ورقم (مفرد مؤنث وجمع)… يتعلمها بشكل سلس وليس بأسلوب قواعد صعبة ومُمِلّة.
  • وجدنا أنّ المفتاح الأول في سلسلة تعليم اللغة العربية بعد تعليم الطالب كيفية القراءة والكتابة هو البدء بالتعلّم عن الاسم، بَدْءًا بالاسم المُفرد وغير المُعَرَّف والذي هو في حالة الرفع، وكيفيّة بناء جملة اسميّة، ثم مع الوقت وتدريجيًّا نُعلّم بقية الحالات ونضيف دروسًا ومفردات ومواضيعَ متنوعة لبناء وتنمية معرفة التلميذ في بُنية وقواعد اللغة العربية (هذه هي الاستراتيجية في المنهاج الذي نعدّه، والمراحل الست الأولى ليس فيها شيء عن الفعل).

 أعرض لكم هنا ما قالته الطالبة نورا: «مدرستنا (هُدَى النُّور) ساعدتنا عبر السنتين الماضيتين اللتين قضيتهما فيها ليس فقط في تعلّم لغتنا، ولكن أيضًا تعلّم أهمية الدين في ثقافتنا. تَعَلّمنا كيف نقرأ ونكتب وصرنا نفهم كيف نضم الكلمات إلى بعضها ببنية سليمة حتى نُرَكِّبَ جملةً مفيدةً، كما وتعلّمنا إجراء محادثات مع أصدقائنا باللغة العربية.»

مايا تلميذةٌ ثانية، قالت: «أيضًا تعلّمنا عن ديننا، وما هو الصحيح وما هو الخاطئ، تعلّمنا الآداب، والإيمان بالأنبياء واستفدنا من النصائح في سيَرِهِم حتى نتابع حياتنا بالشكل السليم.»

النَّتَائِجُ المَرجُوَّةُ
  • سيكون الطالب قادرًا بثقة على تركيب جملة مفيدة وطرح أسئلة والإجابة عنها.
  • سيكون الطالب قادرًا على القراءة والكتابة والفهم والتحدّث باللغة العربية.
  • سيصبح الطالب قادرًا على إجراء محادثة باللغة العربية ويتواصل مع أصدقائه عبر استعمال المفردات والجُمل التي تعلّمها.
  • لأن الطالب بدأ يفهم بُنْيَةَ اللغة العربية سيبدأ بعدها تعلّم مفردات وحفظها وإضافتها إلى بنك الكلمات التي تعلّمها، وسيكون متفاعلًا مع ما تعلّمه ومتحمّسًا ليتعلم مهارات جديدة وقواعد جديدة.
  • عندما يصبح الطالب قادرًا على تركيب جملة مفيدة سيشعر بالفخر بنفسه وبما تعلّمه.
  • سيستمتع الطالب بما يتعلّمه من اللغة وعندها سيكون قادرًا على تعلّم المزيد عن الدين.
  • عندما يتابع الطالب مشوار تعلّم اللغة العربية الطويل سيفهم خلفيته وتاريخه جيّدًا وسيعمل على التمسك بهُويّته والحفاظ عليها وسينقل ما تعلّمه إلى أولاده من بعده.
مِنَ النَّتَائِجِ الَّتِي لَمَسْنَاهَا
  • تلميذتنا نورا تتابع وتقول:

«سأحدثكم عما يعنيه تعلّم اللغة العربية بالنسبة لنا: بالنسبة لي، تعلّم اللغة العربية هو سبيلي لأفهم تاريخ أهلي وأصولهم وثقافتهم التي ترتبط بهم. أحب أن أتعلّم عن تاريخنا، وديننا، وحضارتنا. أعتقد أنّ لغتنا رائعة وأحب لأولادي مستقبلًا أن يتمسّكوا بعاداتنا وأن يُحافظوا على اللغة حيّة. أنا مسرورة لما حققته وأتطلع دائمًا إلى تعلّم المزيد.»

  • كذلك مايا تقول:

«بالنسبة لي، العربية ليست فقط أن أتعلم كيف أقرأ وأكتب، هي أيضًا لأتعلّم أهمية الدين والثقافة. تَعَلُّمي اللغة العربية جعلني أكثر ثقة في تواصلي مع أفراد عائلتي وأقربائي خارج أستراليا وهنا. أشعر بالفخر بنفسي وما أنجزته هذا العام، وآمل أن أحقق المزيد في السنوات القادمة.»

مَنْهَجُنَا فِي تَعلِيمِ الدِّين

أَمَّا بالنّسبةِ إلى التَّعْلِيمِ الدِّينِـيِّ فنحنُ نُرَكِّزُ اهْتِمَامَنَا -إِضَافَةً إِلَـى تَعْليمِ الصَّلاةِ وَحِفظ بعض السُّوَرِ من القُرآنِ الْكَرِيـمِ- عَلى تَعْليمِ الطُّلّابِ جُمْلَةً مِنَ الْأَدْعِيَةِ وَالآدابِ الَّتِـي اقْتَبَسْنَا بَعْضَهَا مِنَ الـمِنْهَاجِ الدِّينِـيِّ الَّذِي أَعَدَّهُ فَضِيلَةُ العَالم الشَّيْخ تَـمَّام أَحْـمَد -حَفِظَهُ اللهُ- (لِيَعْرِفَ الطَّالِبُ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ مِنَ الأَدَبِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالنَّومِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَومٍ)، إِيـمَانًا مِنَّا بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم):

«اَلْـحُرُمَاتُ الَّتِـي تَلْزَمُ كُلَّ مُؤْمِنٍ رِعَايَتَهَا وَالْوَفَاءَ بِـهَا:  حُرْمَةُ الدِّينِ، وَحُرْمَةُ الْأَدَبِ، وَحُرْمَةُ الطَّعَامِ.»

«أَكْرِمُوا أَوْلَادَكُمْ وَأَحْسِنُوا آدَابَهُم يُغْفَرْ لَكُمْ.»

 وَإِيـمَانًا مِنَّا بِقَوْلِ أَمِيرِ الْـمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلامُ) لِوَلَدِهِ الْإِمَامِ الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلامُ):

«إِنَّمَا قَلْبُ الْحَدَثِ كَالْأَرْضِ الْخَالِيَةِ، مَا أُلْقِيَ فِيهَا مِنْ شَيْءٍ قَبِلَتْهُ، فَبَادَرْتُكَ بِالْأَدَبِ قَبْلَ أَنْ يَقْسُوَ قَلْبُكَ وَيَشْتَغِلَ لُبُّكَ.»

هَذِهِ الْأَدْعِيَةُ وَالْآدابُ تُعطَى بِاللُّغَتَيْنِ الْعَرَبِيَّةِ وَالْإِنْجلِيزِيَّةِ حَتَّى يَقْرأَ الطَّالِبُ ويَـحْفَظَ وَيَفْهَمَ مَا يَتَعَلَّمُهُ.

وَدائِمًا نُعِدُّ في شَهْرِ رَمَضَانَ الْـمُبَارَكِ تَرْتِيبَاتٍ خَاصَّةً، حيثُ يتفاعل التلاميذُ كأُسرةٍ واحدةٍ فيتعلّمون ثم يُصلّون ثم يفطرون معًا على مائدةٍ واحدةٍ يشتركون بتحضيرها معًا.

وخِلال السنة نُعرّف الطّلاب على الأعياد (الفطر والأضحى والغدير) وعلى المُناسبات الدينية (المولد النبوي والمباهلة وليلة المبيت على الفراش والهجرة النبوية…) وعلى المناسبات العامة (عيد الأم وعيد الأب وعيد المعلّم…) ونعرّفهم على معاني هذه الأمور وأسبابها وآدابها وغاياتها.

كما ونُعرّفهم على السيرة النبويّة المحمّدية، وعلى قصص الأنبياء وسير الأئمّة الاثني عشر (سلام الله عليهم).

ونُعرّفهم معاني الخير والشّر، والحلال والحرام، وما نحن مأمورون به، وما نحن منهيّون عنه، كما جاء عنهم. وغالبًا ما نُعِدُّ كرَّاساتٍ باللغتين الإنجليزية والعربية لكلّ موضوعٍ نُحدّثهم عنه، ويعلَمُ الأهالي الكرام أنّ العلمَ لا حصر له والتعليم يبدأ ولا ينتهي ولا حدود له.

قَال رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله وسلّم):

«مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يَرْجِعَ.»

قالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِب (عليه السلام):

«لا كَنْزَ أَنْفَعُ مِنَ الْعِلْمِ.»  

التَّوْصِيَات
توصياتنا لأنفسنا ولمن يعمل في مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها:

  • متابعة التحصيل العلمي في الوقت نفسه الذي نمارس فيه التعليم، وهذا يساعد على تطوير مهارات التعليم.
  • متابعة تعلّم اللغة الإنجليزية في المستويات المتقدمة وتعلّم الترجمة بين اللغتين إذا أمكن، وهذا سيؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين جودة التعليم، وتوسيع آفاق التفكير، وتعزيز القدرة على تحديد احتياجات الطلاب، وعندها سنكون أكثر استجابة لاحتياجات الطلاب من أجل تطوير وتنفيذ أساليب تعلّم صحيحة وفعّالة ومُمتعة.
  • علينا أن نستمع بانتباه إلى الملاحظات والانتقادات لعملنا وأن نكون مَرِنينَ في قبول آراء الآخرين وانتقاداتهم، وأن نعمل بجد في تصحيح الأخطاء المكتشفة، طالما أن الهدف هو تقييم اهتمامات الطلاب، وإفادتهم من تعليمهم، والحفاظ على اللغة والهُوِيَّة.
    آراؤكم تهمنا، اترك رسالة لنا >>

يبقى أن نلفِتَ عِنايةَ الأهالي الكرام أنّ الحِصص التعليميّة لكل طالب خلال السنة كلّها ليست كثيرة بما يكفي لإحراز تقدّمٍ كبيرٍ إلّا إذا تعاون الأهل معنا وتابعوا أولادهم في البيت وأعطوا تعلّم اللغة العربية وعلوم الدين الاهتمام الأول وقبل أي شيء آخر في هذه الحياة، وحرصوا على أن لا يتغيّب أولادهم عن الصف وأن يحضروا كل الدروس.

 

بالعمل المشترك والتعاون بين المدرسة والأهل سنُحدث تقدّمًا جذريًّا وتغييرًا إيجابيًا بإذن الله تعالى